نواكشوط ( وكالة البلد للأنباء ) عندما تكون المادة أكثر أهمية من الإنسان نفسه فلا داعي للاستغراب من الحالة التي وصلنا لها الآن.
طبعا المهر من حق المرأة لكن في حدود طاقة و إمكانيات الرجل فنحن لم نعد في زمن الإرغام على الزواج بحجة ولد العم و تقرير الأهل لمصير البنت بحجة مصلحتها.
الآن صارت المرأة تختار زوجها بنفسها وبالتالي هي تعرف كل شاردة و واردة عنه وليس من المنطقي أن يكون محدود الدخل و تطلب منه مهرا فوق طاقته وتشترط عليه هاتف آيفون.
هذا كله من أجل التباهي و المظاهر الخداعة التي لن تنفعها غدا عندما يعجز عن إعالتها و القيام بواجباته نحوها.
الزواج ليس شركة استثمار و لا تجارة مقايضة كأن المرأة بضاعة تبيع نفسها لمن يدفع أكثر.
الزواج مودة و رحمة و حب و تفاهم و احترام و العيش بما يرضي الله حسب طاقة الزوج.
نحن مجتمع غريب نعشق الفوضوية و نفتقر للتخطيط في كل شيء المهم عندنا أن يقال فلانة حصلت على الشيء الذي حصلت عليه فلانة حتى لو كان فلان يختلف عن فلان.
الله سبحانه و تعالى لم يكلف الإنسان بأكثر من طاقته في العبادة التي خلقنا لأجلها فما بالنا نحن البشر قلبنا كل الموازين؟!
حتى المصحف الشريف صار موضة يصاحب هاتف الآيفون بدل الحفاظ عليه يُعرض و يُرقص عليه في العرس ثم يوضع في زاوية من المنزل حتى يغطيه الغبار دون أن يُفتح.
هذا الذي يحدث في حفلات الزواج عندنا مؤسف والله يُبذر المال بين الطلبات الواهية و الرمي على الفنانين و المخنثين بغير وجه حق و الإسراف في المأكل و المشرب و بعد الزواج تبقى الديون تطارد الأسرتين و تبدأ المشاكل بين الزوجين فقط من أجل إرضاء مجتمع مهما فعلت لن ترضيه.
و لذلك أنصح كل امرأة و كل أم و كل أب أن يشتروا رَجُلاً قبل أن يشتروا جَيْبًا فالمال ينفد لكن الرجولة لا تنفد.
المهم هو الحياة المستقرة بعد الزواج و تربية الأبناء تربية صالحة،فإن كان يحبها سيجلب لها لبن اللبؤة إن استطاع وإن كانت تحبه ستصبر معه على أكل الرمال.
أما إن كان الزواج مبنيا على أساس المادة فبئس الأساس و بئس البناء و مبارك عليهما الانهيار مع أول إفلاس.