amazon promo codes

flipkart coupon codes

voonik coupons

promo code coupons

globalnin.com

الرئيسية / أخبار وطنية / السياسيون والظاهرة الحزيبة في موريتانيا/بقلم الأستاذ ولد بودادية

السياسيون والظاهرة الحزيبة في موريتانيا/بقلم الأستاذ ولد بودادية

 

نواكشوط (وكالة البلد للأنباء) تشكل السياسة مشكاة حاوية لكل الأصناف المتعددة ضمن مستويات عقلية متفاوتة فى إستخدام المنطق السياسي وعلم العقل البرهاني الحجاجي ، وذلك وفق نسق خطابي يختلف من حين لآخر داخل سياقات محددة وغالبا قد لاتكون ، ومن هنا ينقسم الساسة أحزابا وشيعا كل حزب بما لديه قابع وقانع ، لايزحزحه فى ذلك حق بين أو باطل مقرف ؛ لايراعى المناهج السياسية المرسومة للأحزاب سلفا ثم يعتمد خطاطة شكلية إختطها لنفسه برهة مغبة استجلاب الأقارب حين يسعى إلى تأسيس حزب سياسي ما معلنا عن إيذان فجر جديد لحزب لايعتمد رؤية مستقبلية ولا مشروعا فكريا غايته جلب أكبر عدد ممكن من عامة الناس لإخضاعهم فى هيكلته الفارغة ، متناسيا أن الأحزاب السياسية كانت بالضرورة نتاج صيرورة مرحلية وعمل تدريجي تنتجها شخصيات متعلمة تحمل مشروعا سياسيا وفكريا بناء ، وعلى رؤية متبصرة محكمة تستطيع أن تصمد أمام عاديات النقد ذي السيل الجارف وصور التشويه القابعة خلف الذاتية والتصفيات الشخصية وكذا التبعية والتمثيل ، الذى أصبح شائعا فى صفوف الأحزاب وذلك ضمن تخندق الرؤية وجفاف الفكر والإبداع ، وغياب المشاريع الوطنية

ففى موريتانيا تتعدد الأحزاب بتعدد الأشخاص بل تكاد تفوق التعداد السكانى- لبلدنا- “تجوزا” ، إذ يصير المواطن أمام خيارات صعبة ومحرجة إما أن يحكم الضمير الأخلاقي والعقل المنطقى فلا يذهب به ذلك الإختيار جزافا إذ يميل حينها إلى ذوي البرنامج الإنتاخبية الأكثر إقناعا دون سواهم ، ثم إذا حكم العاطفة والميل الإنتمائي أو الإختيار المادي -وهو الصفة الغالبة فى مجتمعنا- تهذب به إلى رذائل الإختيارت الضيقة التى تغيب عنها الرؤية الممنهجة فى “ضحضاح ” من الوهم والوعل ، حيث يهوي بيه ذلك الإختيار إلى الضياع وغياب العقل المفضي إلى الإختيار المؤذن بالتحول والتغيير ، فيذهب فى ذلك مذاهب بعيدة مادية بحتة مجسدا فى ذلك مقولة فرنسية قديمة عن الشعب الموريتاني حيث يقولون (إن الموريتانيين يتحللون من كل قيد ديني أو شرط عقلي في حالات ثلاث ، طمع كبير وشهوة غالية وإنفعال حاد ) .

ثم نجد بعد هذا التصنيف أحزابا سياسية أكثر قوة وتماسكا فى متانة المنهج وحدية الحجة ونجاعة المشروع السياسي المتبع داخل هذا الحزب ، ولذلك يتنامى هذا الحزب عبر وتيرة تصاعدية وتبرز بذلك إنضمامات مشهودة متزايدة ومتصاعدة ، مقتنعة بنجاعة هذا الحزب الذي عبر عن مشروع وطني متكامل وفق بنيته الهيكلية ونظمه الأساسية والداخلية ، فيكون بذلك أكثر شعبوية نظرا لأساليبه الخطابية المتبعة إبان المواسم السياسية ، ثم يبرز فاعليته بشكل أكبر عقب أفول المواسم الإنتخابية وذلك فى ظل أنشطة مستمرة تعبر بهذا القدر أو ذاك عن نشاط سياسي مستمر ومخالبه شائكة فى كل جانب ، تقدم أثمارا يانعة إثر أعمال إنسانية نبيلة تزيد من شعبويته وتجعله مقبولا عند عموم الناس

ثم نجد بعد ذلك ممارسين للسياسة منهم من ركب موجتها دون دراية أو علم مسبق ، أو دراسة معمقة ، أو تجربة حكاها مسن طحنته الأيام وتداولته التجارب ؛ ثم منهم من إمتطاها هوة وهواية ، ومنهم من رآها ضرورة لاغنى عنها ، ومنهم من يراها ألعوبة يتلها بممارستها فى ظل آكاذيب زائفة ويتلون بتلونات متعددة ، يراها مرونة ولباقة يقتضيها الواقع وتوجبها الضرورة ؛ فلايمكنناإلا أن نطلق على هذه الطبقة أوصاف طبقة طفيلية متطلفة على السياسة والفعل السياسى ، وذلك ظنا منهم أن السياسة أكاذيب وخدع زائفة وتعهدات واهنة لأناشيد يطلقها السياسي فى تعهداته “النعيمية” ؛ ومنهم من يراها حقيقة وواقعا لامناص من الخوض فيه لخدمة الوطن بناء على إتباع مشروع يقتنع به من أجل أن يوصله إلى بوصلة سدة الحكم أو المنصب ، وقد لايريد ذلك فى أدنى الحالات وأغلب النوادر ، وفى الحقيقة أن الممارسة السياسية أضحت واجبا وطنيا يقتضيه الواقع ، والخدمة التى لاغنى للشخص المتمعن والمتتبع لتطورات بلده وتحولاته ، فمنطق السياسة يقول ” إذا أردت أن تنتقد سياسة حكم ما فعليك أن تقتنع بمشروع سياسي معين وتنخرط فيه حتى يكون لديك حق النقد والتعبير ” أما إذا حاولت أن تكون خارج الدائرة السياسية ثم تومئ بالنقد خلسة مشبكا السواعد ، لم تدخل المعترك ولم تؤمن بأي مشروع فإن إنتقادك ظالم لنفسه رديئ في مبناه منحط فى تسويقه ، ومع ذلك “فالسياسة فن الممكن” ، فكما يقول فريدريك نتشه ” السياسي هو ذلك الشخص الذي يمكن أن يقلب الحقيقة كذبا والكذب حقيقة ” ولكن تبقى هذه الفكرة فى أغلب الحالات ضمن سياقاتها الظرفية التى تنزلت فيها ؛ فكما يقول بن فرحون ” السياسة نوعان سياسة ظالمة تحرمها الشريعة ، وسياسة عادلة توجب المصير إليها والإعتماد عليها فى إظهار الحق وتبيين الباطل ، فتركها يجرؤ أهل الفساد ويفتح باب المظالم وسفك الدماء والمحارم ”

ولم يسلم الحقل السياسي الموريتانى من وجود أنصاف الساسة والمتمرسين بها فى حدائق الوهم المسلي حقيقة سواء لم عبروا عن ذلك تلميحا أو تصريحا ” فمعرفة الأسباب كما يقال تعين على التأويل ” إذ لايتعدون فى ذلك ولاينقصون ، تبقى أحلامهم مرهونة بأكاذيب أخيلتهم المأفونة التى أوصلتهم إلى ماهم فيه من صور التشويه ، بل تأثر منهم الساسة الحقيقيون أصحاب المشاريع الوطنية والنزعة الإنتمائية الذين يخدمون الوطن فى السر والعلن ، وفى الظاهر والباطن ، فهم وحدهم من تطالهم التضحيات وينقذون الأوطان من مساوئ الحكام وأصحاب الأجندة الشخصية ، إن السياسي الحقة هو ذلك الشخص الذي لايبغى بديلا عن الوطن ولايسلمه إلا للأيادي النقية البيضاء الأمينة أصحاب الماضوية والصحف السليمة وفق مبادئ إختطها هذا الأخير وأهداف رسمها فى برنامجه الإنتخابي يراعي فيها جميع الأبعاد الاقتصادية ، والاجتماعية ، والثقافية ، بناء على تاريخه النضالي ؛ وعمله الشريف ، ثم يكون السياسي تلك الشخصية الواعية ضرورة بفقه السياسة مطلعا على جميع أو جل المشتغلين فى هذا الحقل بدءا بمعرفة نشأة مايسمى الدولة الوطنية عند الأروبيين و الأفارقة ومفهومها الآخر “الدولة القومية” عند المشارقة أو القطرية ، وتاريخ نشأة الأحزاب السياسية سواء داخل يافطة الإستعمار الذي ولد الدولة الوطنية بمفهومها الحديث ، ثم معرفة السياق التاريخي لفرض الديمقراطية على العالم وذلك انطلاقا من ظهورها فى أروبا عقب الثورة الفرنسية 1789م وماقدمته أدمغة الباحثين يومها من (جان جاك روسو – ومونتسكيو – وديدرو ..وماكيافيلي ..) وماذللته بعد ذلك الدرسات المستحدثة لمفهوم الديمقرطة فى ظل الدولة الوطنية وتسويقها إلى العالم الإفريقي والعربي

ثم معرفة الصيرورة التحولية التى أفرضت بموجبها الديمقراطية كمنتج حضارى دعا له مفكرون أروبيون ومسلمون من ضمنهم صاحب “الشورى الدستورية ” الكواكبي فى “طبائع الإستبداد ” وما عبر عنه كل من ميشل فوكو ” حول الطبيعة الإنسانية ” ونعومة تشومسكي فى كتابه ” نيو ليبرالية ” وما حضد عليه قبل كل هذا وذاك افلاطون فى “مدينته الفاضلة ” ، فالسياسي يجب أن يكون ملما بتقلبات الدول وحافظا للتجارب ومتمرسا على أنماط المجتمع ومنسجما وقريبا منه ، ولانجد الذين يتقنون هذه الحرفة إلا ذوي الألباب والعقول الناضجمة المستوعبة لكل الثقافات ؛ والقابلة للإندماج ، ولكنهم لعمرى يعدون على الأصابع قليلون ! .

الباحث فى العلوم الإنسانية :

أبهاه عبدالله بودادية

شاهد أيضاً

هيئة الساحل تشارك في الحملة الدولية لمناهضة العنصرية “حياة السود مهمة”

نواكشوط ( وكالة البلد للأنباء ) في 25 مايو 2020 شاهد العالم صورة بشعة و …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *