نواكشوط ( وكالة البلد للأنباء ) عندما أطلقت هيئة المرأة العربية حملتها الدولية للمطالبة بتجريد توكل كرمان من جائزة نوبل للسلام، طرح البعض ممن له أجندات خفية تلامس توجهات توكل كرمان، إنها ليست سوى سيدة عربية توشحت بأهم جائزة في العالم، فلماذا نحاربها؟.
سؤال يبدو لأول وهلة بريئا، لكنه يحمل في مضامينه كثيراً من التورية المقصود منها السعي لإفساح المجال أمام النماذج أمثال توكل كرمان من النساء لكي يتسيدن المشهد الدولي، وإبراز أسماء ليس في رصيدها محتوى أو إنجاز حقيقي سوى إنها ترتبط بأيدلوجية محددة، لتلبي مطالب القوى والمشاريع الهدامة التي تجسد الفكر الضال والأهداف الخطيرة لتلك القوى في الإضرار بمستقبل مجتمعاتنا وإستقرارها وأمنها.
وإذا نظرنا ببساطة الى التاريخ المجيد للمرأة العربية سنجد إشراقات خالدة لنساء سطرن ملاحم للعلم والكفاح الوطني والإنساني بخطوات ثابتة وقوية، غيرن الواقع للأفضل وأثرن في مجتمعاتهن، ليسطرن تاريخا حافلا بالإنجازات يحسب في رصيد المرأة العربية، وإعلاء دورها، وترقيتها منذ فاطمة الفهرية التي وضعت كل مدخراتها وأموالها في تأسيس أول جامعة في العالم، وخولة بنت الأزور في الماضي المجيد، الى نساء عربيات معاصرات مثل هدى شعراوي ونزيهة الدليمي وحنان عشراوي، وكثير ممن قدمن عطاءات ثرية للإنسانية في مختبرات العلم ونطاق البحث العلمي وخدمة الإنسانية، سواء كان ذلك في دنيا العروبة أو في أماكن الإغتراب، فهنالك الطبيبة والعالمة والباحثة والمنجزة، وهنالك قصص مدهشة لنساء عربيات من المغتربات إستطعن بجهودهن ومثابرتهن وإيمانهن برسالتهن، من الوصول الى أعلى المناصب الوزارية والبرلمانية .
غير إن صورة المرأة العربية، إهتزت وسط إستغراب نساء العرب من توشيح إنسانة مغمورة لم يعرف بها أحد، و لم تقدم للعالم منجزاً واحداَ، أو إبداعا للإنسانية ، كل سيرتها الذاتية متخرجة من كلية أهلية في وطنها ، بلا معرفة بلغة اجنبية ولم تر العالم سوى خروجها ضمن المنظمة والحركة المصنفة إرهابية في أغلب البلدان في تظاهرة تطلب من رئيسها “أرحل أرحل” ورحلت بلدها نحو المجهول، هذه هي كل عدة توكل كرمان للوصول للعالمية وجواز سفرها بإتجاه عضوية مجلس حكماء فيسبوك الذي يقرر نوعية المحتوى الذي تقدمه هذه السيدة التي تربت وسط أدغال التشدد والتحريض على العنف والدمار لملايين من مستخدمي هذا الموقع الإجتماعي الشهير .
إن مسؤولية الجميع تتطلب بتعضيد حملة هيئة المرأة العربية، في إسقاط عضوية توكل من مجلس فيسبوك كخطوة مهمة نحو إستكمال أهداف الحملة الدولية التي تقودها هيئة المرأة العربية، منذ أكثر من عام للمطالبة بتجريدها من نوبل لكي تستعيد المرأة العربية تألقها وصورتها الحقيقية، وطرد النماذج المسيسة والمشوهة والتي برزت على السطح بالمال الفاسد وطرق التدليس.
حملتنا متواصلة ومستمرة ، وفي القريب العاجل ستشهد القاهرة وباريس وواشنطن ولندن، ملتقيات إعلامية وشعبية في البرلمان المصري ومجلس الشيوخ الفرنسي والكونغرس الأمريكي ومجلس العموم البريطاني ، لفضح ممارسات هذه المدعية، ومن يقف خلفها عبر الحوار الهادف والحضاري مع الفعاليات البرلمانية والإعلامية، وإعتماد النقاش الحر المدعم بالأدلة والبراهين والحجج، نحو تكوين قناعات مهمة لعزل هذه النماذج المسيئة من المشهد، وإبراز وجوه نسائية عربية جديرة بالإحترام والتقدير والإحتفاء الدولي.
* المستشارة الإعلامية لهيئة المرأة العربية