نواكشوط ( وكالة البلد للأنباء ) الجد الجامع في كل المجتمعات هو اصطلاح رمزي لا له في الواقع ! و الأصل هو كذبة كبيرة – حسب البروفسير عبد الودود ولد الشيخ – هذا الجامع هو كائن أسطوري أو هو جذع مصطنع تتركز فيه وحدة جماعة من أجل التميز و العصبية ..!
الجد الجامع للحراطين هو ايضا بنية فكرية أو “مجاز رمزي” يتوحد تحته كشكول بشري عانا و يعاني الإستعباد و/أو تبعاته ( قطع الأرحام و الدونية و التراتبية و الغبن و التجهيل و التفقير ) و هم بهذه التسمية يعبرون عن رفضهم للواقع المعيش و للوضع القائم الذي تكرسه القبيلة و بنيتها الهرمية الظالمة!
و لحراطين شعب يجمعه تاريخ و حضارة و جغرافيا و تزاوج و أنساب و ملامح و آثار و أسماء و خصوصيات ثقافية و صناعية و انتروبولوجية و فنية ..!
يمكن أن نقول أن لحراطين كلهم استعبدوا …بدون وجه حق ! و لكن هذا لا ينفي ان لهم أصول و أنساب طمست ( من باب إخفاء آثار الجريمة )
لكن بعضهم احتفظ بقصص الجدات المخلدة لأصولهم و متمسكون بتلك الروايات و يحاوظون على تلك الأنساب … فتلك القصص لا تختلف عما يرويه كل قوم عن تاريخهم و ما يروونه عن تواريخ غيرهم ..
فأصول لحراطين – قبل الاستعباد – إما صنهاجية او أمازيغية او بمبارية أو غيرها من القوميات الافريقين المجاورة و منهم من يرجع اصله الى البافور أو الجرمنت حتى أن بعض الرحالة يطلق اللفظ Maure في الأصل على لحراطين !
و لهم كامل الحق في التشبث بما اختاروا لأنفسهم من تلك الأصول و الأنساب مثل كل الناس الذين يتشبثون بأنساب و أصول بعيدة جغرافيا و تاريخيا و منطقيا و مع ذلك فقد “ثبتت” بالتكرار و الإصرار و ” اسكت عني نسكت عنك “…
اما ما يسميه البعض “بنوا حرطون” أو شعب لحراطين العظيم فهي قوالب ذات شحنة ثورية تدل على التضجر و رفض واقعهم الذي أفرزه الإستعباد و الذي لا يسرهم الإنصهار فيه. و لا يرضيهم توصيف الغير لهم ، خاصة ذلك الغير الذي عمل على ردم و تدمير كلما قد يربطهم بأصولهم أو يحتفظ بأنسابهم !
و لا يعني هذا أبدا أن لحراطين قبيلة أو قومية و لا أهمية فعلا للأصول و ان صحت ..!
و لا يعني ان لهم جد مشترك و لا يبحثون عن ذاك لكن لهم صفة جامعة لهم هي : اتحرطين أو اچمبير أو اتگعار أي الرفض:رفض الإستعباد و رفض التبعية و رفض تواصل الدوس على كرامتهم!
كذلك نسبة لحراطين الى القبائل هي شيءمرفوض لسبب واحد و هو خيط الدخان الناظم لتلك العلاقة هو الإستعباد و هذا مرفوض مرفوض مرفوض ..!
و لكي يتموضع ذلك الرفض لابد من إحداث قطيعة فكرية (une démarcation ideologique) تُفرغ كل تلك القوالب القديمة من محتواها الوهمي و تقضي على القبلية و الحرطونية وتدشن ظهور دولة المواطنة ..!
ليس من اللائق التهكم على مبادرات شباب لحراطين و تسفيه ما يقومون به من عمل و تضحيات و طعنهم في الظهر كلما جنحوا لتوحيد الكلمة و تجاوز الشقاق !!
كما أن اعتبار لحراطين كلهم : عبيد و أبناء سفاح هو إساءة و نذالة و قذارة ..ليست أقل من عطفهم على الحمير..!
قديما قيل : لحراطين خيرهم ما إگر ..!
كل من حملوهم على ظهورهم – حتى الآن – احتقروهم و نكلوا بهم و باعوهم بثمن بخس ..!
لكن النضال متواصل و سوف يؤتي أكله رغم أنف المتربصين …
واصلوا أيها الشباب أيتها الشابات الرافضين للخنوع و المتصدي للظلم و الحيف ..و سوف تتحطم بسواعدكم و بأقلامكم كل النمور الورقية ..!
” فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الارض ..”
صدق الله العظيم