وكالة البلد للأنباء أخبار موريتانيا بكل حيادية
نواكشوط ( وكالة البلد للأنباء ) “لا يمكن أن أطيل لكي لا يقصيني عيسى من نشاط آخر” هكذا اختتمت إحدى السيدات في كلمة لها بحفل وزارة الثقافة والصناعة التقليدية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، وتقصد المسؤول في الوزارة نفسها، الذي يتولى الإنعاش في الأمسية، الزميل عيسى اليدالي.
إذن الإشراك والإقصاء عند مسؤولي الاتصال في وزارة الثقافة والقائمين على الحفل، محكوم بالمزاج، وليس مبنيا على العطاء ولا على الجهد ولا العمل في الميدان، لكن كل هذا في كفة، وما عمل هؤلاء على فعله خلال الحفل في كفة أخرى.
أراد وزير الثقافة من اللقاء أن يكون فرصة للقاء الصحفيين والاستماع إليهم، فأراد معاونوه في الاتصال أن تكون فرصة لجعله يستمع إلى “البشمركة” وأصحاب المواقع الصفراء والمتسولين باسم المهنة.
في الوقت الذي يعمل فيه رئيس الدولة على إقناع الرأي العام، بنيته الصادقة في إصلاح الصحافة، يخرج في يوم مثل اليوم العالمي لحرية الإعلام من النظام ذاته، من يجعلنا نعتقد بأن تلك المساعي مجرد فقاعة صابون.
البشمركة في المقدمة
لائحة الحضور فصلت على مقاسات مسؤولي الاتصال في الوزارة، وكان من الممكن أن نسكت عليها رغم الإقصاء، لولا أنهم تمادوا في الاستفزاز والخلط بين متناقضين ” الإصلاح ” و تقديم “البشمركة” لقد كان ذلك إجهاض لحلم الإصلاح بسبق إصرار وترصد.
مالذي يفعله صاحب موقع أخبار الوطن، أحد أكثر المواقع الإخبارية انحطاطا وكذبا وسوء نشر وإخبار، على منصة الخطابة ؟ أما تضرر منه المسؤول والسياسي والمدير والمواطن العادي وتضرروا جميعا من نشره للأخبار الكاذبة والابتزاز؟
على هذا الموقع هذه اللحظات خبر ابتزازي لنائب برلماني ووزيرة في الحكومة، اعتذر عنه لاحقا، بعد تلقيه لمبلغ مقابل ذلك.
مالذي يفعله صاحب موقع السبق الإخباري، على المنصة، وفي نشاط مثل هذا يراد منه نقاش المجال مع أهل المجال، من أجل الخروج بفكرة على الأقل تساهم في المضي قدما في نهج الإصلاح؟
أليس هذا الموقع نفسه، هو الموقع الذي يقلب صور من لم يدفع من المسؤولين رأسا على عقب؟ أليس هو الموقع الذي يقهقه داخل الخبر الواحد مئة مرة؟ أليس هو الموقع الذي يتلفظ بالكلام النابي لكل من لديه مشكلة شخصية مع من يديره ؟
على هذا الموقع هذه اللحظة عنوان كالتالي: نائب برلماني يستجوب وزيرة بعد رفضها الزواج منه ؟ مالذي تنتظرون أيها السادة والسيدات في وزارة الثقافة من صحفي هذا تفكيره وهذا مستواه وهذا عمله ؟
والسؤال الأكبر: ما هي الحكمة في استدعاء هؤلاء وغيرهم وإعطائهم فرصة الحديث أمام الوزير في حين تم تغييب العميد زيدان صاحب موقع مرايا إنهم ليسوا أفضل منه؟
العودة إلى الصواب أفضل
إذا كانت في النظام يد تصلح، فهناك بالتأكيد أياد تفسد في وضح النار وأمام عدسات المصورين. وليس هناك إفساد في مجال الصحافة أكبر من إظهار من ساءت سيرهم الذاتية وعلم القريب والبعيد أفعالهم وأقوالهم، وتقديمهم في أثواب الصحافة وماهم بصحافة.
يقال بأن الخطأ لا يكون خطأ إلا إذا رفضت تصحيحه، وأصحاب الاتصال يجب أن يتحملوا كافة المسؤولية في وضع الوزير في موضع محرج يتناقض مع سياسة الدولة، ويتناقض مع العمل على الإصلاح..
أتمنى أن تتقبلوا هذه الملاحظات بصدر رحبـ، وأن تتخذوا في القريب العاجل خطوات تنسينا هذه السقطة، وما هذا إلا نقد من أجل التغيير والإصلاح، فقد سمعت الرئيس الأمريكي الخامس والثلاثين، الراحل جون كندي في أحد خطاباته وكان عن الإعلام وحرية النشر يقول:
“دون نقاش، ودون نقد، لن تنجح حكومة أو دولة، ولن تحيا جمهورية”
من يريد الإصلاح يجب أن يتحلى بالشجاعة وتحمل المسؤولية، وإلا فليبحث عن عمل آخر ومكان آخر، يكون هادئا لا يعرض صاحبه للنقد، ومن يريد إصلاح الصحافة فيجب أن يعزل الأميين وأعوان الأمن من البشمركة، والمتسولين على حساب المهنة، على الأقل لكي يقنع غير هؤلاء بأن إرادته صادقة.