وكالة البلد للأنباء أخبار موريتانيا بكل حيادية
مقالات مشابهة
نواكشوط ( وكالة البلد الأنباء ) يعتبر منصب الوزير الأول في موريتانيا أرفع منصب بعد منصب رئيس الجمهورية، لذلك فإن من يتقلد هذا المنصب لم يعد أمامه إلا منصب رئيس الجمهورية، إذا كان طموحه في السلطة لا يزال مستمرا، وقد درج العرف الإداري والسياسي في موريتانيا على أن تكون الشخصيات التي تتولى هذا المنصب تحظى بمكانة سياسية كبيرة حتى بعد إاقالتها من هذا المنصب، حيث يستمر حضورها البارز في الشهد السياسي، والإداري، بدء باسقير ولد امبار، إلى الدكتور مولاي ولد محمد لغظف.
واليوم – وفي ظل الصورة القاتمة التي تطبع المشهد السياسي، والإداري حاليا- يتساءل كثيرون عن المستقبل السياسي للوزير الأول المهندس يحي ولد حدمين بعد انتهاء فترة توليه المنصب خلال أشهر على أبعد تقدير، خاصة وأن الرجل بلغ سن التقاعد منذ سنوات، وشهد نزيفا سياسيا في معسكره السياسي، وهجرة معاكسة تصاعدت في الآونة الأخيرة، حتى إن مدينة جيكني لم تعد بالنسبة له مكانا مفضلا لقضاء إجازته.
ويصعب على ولد حدمين إعادة تدوير نفسه، وتأهيله من جديد ليندمج مجددا في صفوف الأغلبية الداعمة لولد عبد العزيز، وذلك بسبب الحزازات البالغة التي خلفها في جميع مفاصل الأغلبية، ومنتخبيها، ورجال أعمالها، ووجهائها، وقد بدأت خلال الأيام القليلة الماضية حملة دعائية، تستعرض إنجازات المهندس ولد حدمين، وتعتبره صاحب شعبية واسعة في جميع مناطق الوطن، وهو بذلك المرشح الأكثر أهلية لخلافة ولد عبد العزيز في السلطة، ولعلها الورقة الوحيدة التي يمكن للرجل أن يلعب عليها، وفي انتظار القرار النهائي الذي سيتخذه الرئيس ولد عبد العزيز بشأن إنهاء مهام ولد حدمين في الوزارة الأولى، يكاد المراقبون يجمعون على أن الرجل دخل مبنى الحكومة قادما من وزارة التجهيز والنقل برصيد شعبي، ومكانة سياسية، وتقدير أكبر بكثير مما لديه الآن، بعد أكثر من ثلاث سنوات على رأس الحكومة، فالرجل لم يستطع استثمار هذا المنصب الرفيع في كسب ود الناس، ونجح في إبعاد الجميع عنه، بل وعن النظام بشكل عام.
