وكالة البلد للأنباء أخبار موريتانيا بكل حيادية
مقالات مشابهة
نواكشوط ( وكالة البلد للأنباء ) أنا كمراقب و كمشارك متواضع في بناء الحراك الحقوقي الذي شهدته العشر سنوات الاخيرة مسؤول اخلاقيا و فكريا عن ثمار جهدي ووقتي و عرضي .. لذلك لي كامل الحق في ابداء رأيي و موقفي مما يحدث كأي مواطن مخلص .. رأيي لا يلزم الأطراف و إن كان من عتب أو نبش في أفعال الناس فإن باحث علم الاجتماع مطالب بالشجاعة و الصدق حين يتعلق الامر بتسطير حروف في التاريخ ستقرأ بعد موتنا ..
لقد صرح الاستاذ المحترم الدفالي ولد الشين بأن ما حدث اليوم ( يومه الخميس) “من اتفاق بين حزب الصواب و حركة إيرا هو أهم حدث في العشر سنوات الاخيرة ” و قد كان الرجل صادقا – كعادة اصحاب المباديء – في ما قال ! لكن السوال المطروح هو : كيف ؟ اولا ليعلم القاريء الكريم ان الدفالي ولد الشين كان يوما ما عضوا في القيادة القومية لحزب البعث .. ثم ان حزب البعث لم يكن حزبا سياسيا فحسب بل كان حركة فكرية عقائدية تنظر لمستقبل الأمة العربية باكملها و هذا معنى قول الدفالي ان حضوره جاء انطلاقا من مسؤوليته كبعثي “حيث نعتبر أنفسنا مسؤولين عن المجتمع بكامله منذ 1968 وحتى 2018″
و ان تعريب لحراطين ( جعلهم عربا) كان دائماً و مازال احد اهم أهداف او مهمة القيادة القطرية غدات احداث 66 و ما بعدها و يضيف العميد ” حيث كانت قضية لحراطين موضع اهتمام كتابنا ..” ولم يقل مشكل العبودية! يعني هذا ان التوصية جاءت من القيادة القومية ..و قد كانت هنالك محاولة أولى في مؤتمر الغبرة و انخراط العمداء اسغير ولد امبارك و المرحوم محمد ولدالحيمر و عاشور … و قد قدم البعثيون الكثير من الخدمات للحراطين و اطروهم ووجوههم ..لكنهم شحنوهم ضد الزنوج او لصالح البيظان على الأصح ! و كان هدفهم الأساسي هو ابعاد لحراطين عن الزنوج لكي تقوم الدولة العربية المغاربية ذات الأغلبية العربية على أنقاض همزة الوصل .. و هنا سوي التعليم مع الارض و فرض التعريب على كل “ولد فلان ” و طبعا لم يستشر لحراطين لانهم لم ولن يبلغوا سن الرشد .. خاصة ان ماكينة الاحتواء تنتظر كل حراك حرطاني جديد !
و هنا يستوي البعثيون و الناصريون في الأهداف !!
في احداث 89 تحول الفكر الى افعال و قد لعب فيه المؤدلجون دورا مشهودا بأماكن معروفة في الادارة و في الجيش و في الشارع ! تعرضت جماعات البعثية لمضايقات عدة تبعا لنوع العلاقة الرسمية مع العراق و نالوا حظهم من التنكيل و السجن و الفصل من الوظائف .. و عندما ساءت العلاقات الموريتانية العراقية ضعفت القيادة القطرية وانقطع الحبل بالقيادة القومية و ضاقت الارض بما رحبت … و منذ عشر سنوات – كما أشار العميد لم يعد للبعثيين تأثير يذكر ..اليوم يتنفس الاخوة البعثيون الصعداء و ينجحون .. رمزيا .. في تحقيق حلم قديم لم يعد ذَا فايدة ايديولجية، اللهم الا اذا كان مسمارا في نعش الوحدة الوطنية الجامعة و انتصارا للمعنى الضيق جدا لها اعني وحدة ” العرب الموريتانيين ” او البيظان في مقابل الأقليات الزنجية و بهذا المنطق نسير في اتجاه وحدة البيظان في مقابل المد الزنجي الجنوبي كما قال ولد ابريد الليل في احدى خرجاته الغير مباشرة تحت عنوان : ” اي مستقبل للبيظان ” و التي قارنعناها بالحجج الدامغة يومها في مقال معروف عنوانه : اي مستقبل لموريتانيا ؟ هذا مبرر قول العميد ان ان هذا الاتفاق هو اهم حدث عرفته العشرية الاخيرة لان فريق عبد السلام ولد حرمة قد حقق هدفا حتى و ان كان في الوقت بدل الضايع و ضد فريق غابت جل عناصره بسبب البطاقات الحمر التي يمنحها الكابتن … !
الاتفاق الذي حصل بين بيرام و الصواب كان نجاحا رمزيا للبعثيين من باب ” التصعيد ” و الانتصار على العقد من خلال الأحلام ، لكنه يعتبر انتكاسة لنضال لحراطين الذين عادوا الى الوصاية او الاستعباد السياسي ! حتى تكتمل لنا صنوف لاستعباد في وطننا الحبيب و انا واثق من ان الشباب المتنور لن يسمح بذلك و سوف يفرض كلمة شعب لحراطين العظيم كمشارك في اتخاذ القرار بعيدا من منطق الاحتواء و الرعاية و الوصاية !
وفي انتظار ذلك فلنعلم ابناءنا و نقف مع اصحاب المظالم و خاصة انواع الاستعباد( التقليدي و العقاري و السياسي) و لنساهم في خلق جيل من الشباب يملكون ارائهم ويعبرون عنها بكل حرية و ثقة في النفس دون وصاية من اي كان !
# ماني _ مطرف
