وكالة البلد للأنباء أخبار موريتانيا بكل حيادية
مقالات مشابهة
نواكشوط ( وكالة البلد للأنباء ) تعاني النساء في موريتانيا بصورة عامة من التمييز،لكن للحرطانية في وطنها معاناة تختلف من التهميش إلى والظلم والإقصاء والإهانة، إذ تم استغلالها منذ القدم على أنها أحدى ممتلكات أسيادها؛ لتخضع لأنواع الذل والامتهان٠
أما حديثا فقد أصبحت بضاعة معروضة على الآخر للتصدير والبيع؛ مما ضاعف من معاناتها التي تراكمت عبر القرون ؛ وعلى الرغم من سنين النضال مازالت هناك مناطق وبلدات تعيش فيها الحرطانية تحت وطأة الألم والضغوط، وفي ظل عدم سن قوانين رادعة فإن المجرم بحق يبقى حرا في حين ترضخ هي لقوة المجتمع وقوانينه وموروثاته التي يطبعها التمييز والظلم والاضطهاد.
وقد طفت على السطح مؤخرا قضية المتاجرة بالحرطانيات تحت اسم العمل والسفر ليتم الكشف فيما بعد أن كل تلك الكلمات البراقة والعناوين المعسولة ينطوي تحتها الجشع والأستغلال والعنف الجسدي والرمزي بمختلف تجلياته وأشكاله ٠
إن قضية تحرر المرأة تبدأ من إعطائها كل حقوقها من ضمان للتعليم وولوج إلى الوظائف والعمل حتى تتبوأ من ما تستحقه من مراتب، فقضية المرأة هي قضية المجتمع برمته لأنها إحدى ركيزتيه الأساسيتين لذا يجب أن تتمتع بكامل الحرية والمواطنة كباقي البشر إذا كنّا جادين في بناء مجتمع العدالة والسلام!
المرأة نصف المجتمع ولا نهوض لمجتمع نصفه مشلول لذا يجب علينا جميعا أن ندرك أن حصول المرأة على حقها وإنصافها يبقى الرهان الوحيد لكسب معركة التنمية وبناء إنساني مدني ومتحضر وإنشاء مجتمع يتمتع أفراده بنفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات.
تحية لكل امرأة آمنت بنفسها واقتحمت مجالات الحياة لتمسك قدرها بيدها وتعبر عن ذاتها كإنسانة حرة وخلاقة قادرة على العطاء وعلو انتزاع حقوقها.
