amazon promo codes

flipkart coupon codes

voonik coupons

promo code coupons

globalnin.com

الرئيسية / مقالات / “المدح” موروث من الشجن في فلكلور الموسيقى الموريتانية/ الدكتور أحمد حبيبي

“المدح” موروث من الشجن في فلكلور الموسيقى الموريتانية/ الدكتور أحمد حبيبي

نواكشوط ( وكالة البلد للأنباء ) فن «المدح» هو أهازيج فلكلورية معروفة في موريتانيا، تعتمد على مدح المصطفى عليه السلام، وتشبه إلى حد بعيد فن «المالد»، لكن ما يميز هذه الأهازيج في موريتانيا هي انتشارها بشكل واسع بين مُنشدين في طبقات الأرقاء السابقين، ما لفت اهتمام مجموعة من الدارسين الأنتربولوجيين.
فالمدح ينتمي إلى فنون الفرجة الشعبية المركبة والتي غالبا تكون نتاج تجربة إنسانية عميقة غنية بالانتظارات والانكسارات والخيبات. وهو فن يعبر عن رغبة صادقة في انتهاك النظام الاجتماعي وإعادة إنتاج المركزية الثقافية ليكون لثقافة المداح والمجموعة التي ينتمى لها مكان فيها.
ومن خلال طقس المدح يكتسب المداح ومجموعته شرعية اجتماعية وثقافية «مؤقتة» من خلال عملية تبادل الأدوار حيث يفرض طقس المدح صدارة المداح للمجلس حتى بحضور الإمام والمفتي والأمير وشيخ القبيلة إنها اللحظة التي تنتهك فيها المركزية الثقافية والإثنية، ويصبح المداح هو محور العالم ومحط الأنظار.
إنها اللحظة التي يستغل فيها المداح نصيبه المعرفي من المقدس ليعبر عن آلامه، ويترك لروحه العنان لتعلن احتجاجها على تاريخ العبودية والعنصرية والاستغلال، ولتعلن خيبتها المستمرة في الزمان والمكان من النسق الاجتماعي والثقافي المسيطر وتفصح عن توقعاتها المتناقضة من المجتمع والسلطة.
جوهر الفن
وتبدو الدراسات الثقافية، التي انتشرت خلال العقدين الأخيرين في المؤسسات الأكاديمية وبين الباحثين والنقاد في بلدان العالم المختلفة، وكأنها تقدم بديلاً للنقد بالمعنى التقليدي الذي كان يجد في الأدب حقلاً مخصوصاً للبحث والقراءة.
ففي هذا النوع من البحث الذي يطلق عليه الدراسات الثقافية صار الأدب تفصيلاً صغيراً في رقعة واسعة من الممارسات والانشغالات الإنسانية، يتساوى في الأهمية مع طقوس الاحتفال وأشكال اللباس والفن الشعبي ووسائل الترفيه بصفتها حقولاً للبحث والدراسة يمكن أن نتعرف من خلالها على قوة الهيمنة وأشكال مقاومة تلك الهيمنة من قبل المجتمعات المدروسة.
أنساق ثقافية
ورغبة في إثراء البحث حول مناهج وأدوات الدراسات الثقافية ودورها في تشريح الظواهر الثقافية بالمعنى الفسيولوجي نقترح تعميق النقاش حول مفهوم: «الآلام الثقافية»، وهو مفهوم نسعى من خلاله إلى فهم حالة الشعور بانعدام الأمن والارتباك وعدم اليقين في المستقبل التي تعيشها ثقافات المجموعات الهشة التي ترزح تحت سلطة المركزيات الثقافية، فعملية الإقصاء هذه جعلت الذين ينتمون إلى الهامش بالمعنى الثقافي يشعرون بالإحباط والإلغاء والهيمنة وهذا دفعهم إلى ابتداع جملة من الممارسات الثقافية لمقاومة تلك الهيمنة.
وبما أن المركزية الثقافية المسيطر تتوسل الخطاب الديني وتسعى للتماهي معه وتدعي تمثيله فإن أي مشروع للمنازلة معها يجب أن يتمثل نفس الخطاب المقدس وأدواته، من هنا نعتقد أن ابتداع «فن المدح» بصيغته الشعبية من قبل مجموعة الحراطين أو العبيد السابقين جاء لتلبية رغبة في مقارعة تلك المركزية ومزاحمتها في الصدارة ولو في لحظات خاطفة.
واستفاد المدح من عوامل أساسية ساهمت في انتشاره منها: بساطة أدواته الطبل وحنجرة المداح ومجموعته وارتكازه على المقدس وهو ما مكنه من تجاوز سلطة الفتوى التي هي وسيلة المصادرة التي تجيز وتحظر الممارسات الثقافية. ورفضه للنصوص الجاهزة الخاضعة لسلطة النسق الثقافي المسيطر.
كرونولوجيا المدح
ورغم أن المدح فن شعبي بامتياز فهو أيضاً فن الاحتجاج على الوضع القائم لذلك يركز على القيم الكبرى التي يرى في تكريسها إنصافاً للجميع مثل العدل والرحمة والحرية والمساواة والصدق والأمانة. ويختار سير الأبطال الذين يتناولهم بعناية لإعطاء المثل الأعلى على مرجعية إنسانية الإنسان.
وتبدأ تراجيديا المداح عندما يدخل في أداء «الكرزة» وهي قصيدة طويلة تحكي سيرة البطل المخلص العادل الرحيم الذي هو هنا نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم. وفي لحظة التماهي مع النص يدخل المداح في فردانية مؤلمة. إن المداح في لحظة التماهي ينجذب نحو طهرانية صوفية استثنائية تهز الوجدان والمشاعر وتحرر الطاقات الروحية والجسدية.

شاهد أيضاً

إلى عمدة بلدية عرفات: إفطار ذوي الاحتياجات الخاصة  / آسية منت سالم/ كاتبة صحفية مستقلة  

نواكشوط ( وكالة البلد للأنباء ) السيد عمدة بلدية عرفات و رئيس مؤسسة المعارضة الديمقراطية …

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: