نواكشوط ( وكالة البلد للأنباء ) مع استمرار جهود المصالحة التي تبذلها عدة أطراف لاحتواء الأزمة الخليجية المتصاعدة بعد قطع خمس دول عربية علاقاتها مع قطر بينها السعودية ومصر والإمارات، تتزايد التكهنات بشأن المسار الذي يمكن أن تسلكه الأزمة، هل سيكون مسار المصالحة داخل البيت الخليجي؟ أم سيكون مسار الاستقطاب الاقليمي ؟
وفي الوقت الذي ينشط فيه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في جهود المصالحة عبر زيارة يقوم بها الثلاثاء 6 يونيو/حزيران، إلى السعودية لمناقشة الأزمة القطرية مع الملك سلمان بن عبد العزيز. قالت وكالة أنباء الأناضول التركية إن الرئيس التركي رجب طيب أروغان، هاتف عددا من زعماء الدول خلال الساعات الأخيرة ، ضمن مساعيه أيضا لنزع فتيل الأزمة.
وبينما يبدي البعض تفاؤلا بإمكانية التوصل إلى مصالحة بين قطر وجوارها الخليجي يرى البعض أن ضغوط التأجيج تبدو أكبر من جهود المصالحة في الوقت الحالي وأن الأمر ربما يتطور إلى حالة من الإستقطاب والتحالفات الجدديدة التي قد تشهدها المنطقة.
المصالحة ممكنة لكن
يقول الدكتور سامي الفرج رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية في حديث لنقطة حوار إنه يتوقع أن يسير الأمر في اتجاه المصالحة، لكنه يضيف أنه لا توجد هناك أية ضمانات لعدم تكرار السيناريو في المستقبل، ويعتبر سامي الفرج أن الكويت مؤهلة كثيرا لما تقوم به حاليا من جهود وساطة نظرا لتوازن سياساتها وعلاقاتها مع كل دول الخليج.
ويتوقع الفرج في حديثه لنقطة حوار أن يطلب من أمير قطر في إطار جهود المصالحة الجارية، أن ينفذ بنود اتفاق المصالحة القديم ،الذي يعود إلى عام 2014، معتبرا أن كلا من السعودية والإمارات لن تقبلا بأية مناقشة لتلك البنود، وإنما ستطالبان بتنفيذها مباشرة، ويضيف الفرج إنه في حالة ما قبل الجانب القطري بتنفيذ تلك البنود، فإن المصالحة ستتم وفي حالة عدم قبوله فإنها لن تتم.
ويرى الفرج أن الكويت ستسعى من جانبها، إلى تخفيف الضغط السعودي الإماراتي على قطر، لكنه ينبه في نفس الوقت، إلى ضرورة عدم التشدد السعودي الإماراتي، وعدم السعي إلى إرغام قطر على القبول بما تطرحه الدولتان من شروط ، لأن ذلك والكلام للفرج قد يؤدي ، إلى دفع القطريين إلى الارتماء في أحضان إيران وسوريا وروسيا بسرعة كبيرة ربما لا يتخيلها كثيرون. ويعتبر الفرج أن تطورا من هذا القبيل ستكون له عواقب وخيمة على منطقة الخليج برمتها والمنطقة العربية لأنه سيمكن إيران وروسيا ايضا من المنطقة وهو خيار لايقبل به أحد في الخليج .
ويعود الفرج للحديث عن احتمالات تكرار الأزمة حتى في حالة المصالحة، فيقول إن ما يحكم تكرار الأزمة هو حجم الدولة التي قد تختلف مع السعودية، وأن دولة صغيرة كقطر لا يمكنها طمأنة مخاوف دولة كبيرة كالسعودية، ومن ثم فإنه وفي حالة ما لم تتحل الدولة الكبيرة بالقدرة على التحمل والاحتواء، فإنه ليس هناك من ضمانة لعدم تكرار نفس السيناريو الذي حدث مع قطر مع اية دولة خليجية صغيرة أخرى في المستقبل.
إيران مستعدة
أما الدكتور حسن هاني زاده المحلل السياسي الإيراني، فيقول في حديث لنقطة حوار إن هناك احتمالات، بإمكانية أن تنجح المحاولات الكويتية، في إيجاد مخرج سلمي للأزمة الحالية، لكنه يضيف أن المعطيات تشير إلى أن السعودية، تسعى إلى فرض هيمنتها على قطر، وإرغامها على اتخاذ مسار يتناغم مع السياسة السعودية خاصة فيما يتعلق بعلاقات الدوحة الجيدة مع إيران ، ويرى زاده أن سياسة قطر تجاه إيران تختلف كثيرا عن سياسة كل دول مجلس التعاون الخليجي وهي تملك مساحة من التفاهم مع إيران لكن ذلك لايرضي السعودية على حد قوله وهو ربما يكون السبب الرئيسي للتصعيد السعودي ضد الدوحة.
وفي معرض حديثه عن تصوره لما سيحدث في حالة فشلت جهود الوساطة يقول زاد إن تزايد الضغوط على قطر من قبل السعودية والإمارات سيدفع القطريين إلى الدخول في حلف جديد يشملهم بجانب إيران وسوريا وروسيا والعراق، ويؤكد زاده أن هناك توجها بالفعل لدى إيران، للسعي لاحتواء قطرفي أزمتها في حالة تزايد ت الضغوط عليها من قبل السعودية والإمارات وأن ذلك التوجه يصب أيضا في مصلحة طهران التي ستبتهج بالتأكيد لاستقطاب عضو في مجلس التعاون الخليجي بما في ذلك من تحييد للسعودية، وهو يرى أن طهران تبدو مستعدة لتلبية كل الاحتياجات القطرية الناجمة عن الضغوط الخليجية عليها مثل توفير السلع الغذائية، وفتح المجال الجوي الإيراني أمام الطائرات المدنية القطرية في ظل إغلاق المجال الخليجي أمامها.
نقلا عن موقع bbcarabic.com