نواكشوط ( وكالة البلد للأنباء ) أصدرت هيئة الساحل للدفاع عن حقوق الإنسان و دعم التعليم و توطيد السلم الإجتماعي والتي يترأسها الأستاذ ابراهيم ولد بلال اليوم بيانا صحفا شرحت فيه رؤيتها لأسباب الأحداث التي شهدتها نواكشوط في اليومين الماضيين.
وإليكم نص البيان كما وردنا في وكالة البلد للأنباء
هيئة الساحل
بيان صحفي
نندد بالعنف .. و ندعو لاستخلاص العبر
عرفت بعض مقاطعات العاصمة انواكشوط في اليومين الماضيين أحداثا غير طبيعية و خطيرة جدا و خلفت أضرارا مادية و نفسية كبيرة لدى معظم المواطنين . بدأت الأمور عندما ارتأى الناقلون الصغار ( أصحاب سيارات الأجرة الحضرية) أن القانون الجديد المنظم للسير يحمل في طياته عقوبات مجحفة و من الصعب النجاة منها. و لذلك قرروا ـ على ما يبدوـ الخروج للشوارع في فاتح مايو تعبيرا عن اعتراضهم على بعض بنود ذلك القانون الذي كان من المقرر بدأ العمل به نفس اليوم .
و كان اليوم الأول شبه طبيعي، حيث حاول المتظاهرون منع سيارات الأجرة من نقل الركاب. و فعلا تأثر المواطنون من ذلك و لكن السلطات لم تنتبه إلى احتمال تطور الأمور و لم تأخر احتياطاتها تحسبا للتطورات. و فعلا استغلت الغوغاء الموقف و حدثت أعمال شغب . و كادت الأمور تخرج عن السيطرة لولى التدخل النوعي لقوات الأمن و لولى تصريحات وزير التجهيز و النقل الذي طمأن السائقين حول بعض جوانب القانون. و عادت الأمور إلى مجاريها الطبيعية منذ ظهر اليوم الثاني (الثلاثاء) و حتى الآن.
إننا في هيئة الساحل للدفاع عن حقوق الإنسان و دعم التعليم و توطيد السلم الإجتماعي، إذ نندد بشدة بأعمال العنف التي حدثت يوم أمس، نعتبرها سابقة خطيرة جدا و ناتجة عن استمرار بعض الممارسات التمييزية و إشاعة خطاب سلبي يفتقر للحكمة و بعد النظر، تمثل الوسائط الإجتماعية أكبر أرضية له، للأسف …
كما نستهجن صمت الأهالي و النشطاء الجمعويين و السياسيين و عدم تدخلهم في الوقت المناسب ، فكان عليهم أن ينزلوا للشوارع لردع أبنائهم و تهذيب تحركاتهم و ضبط مساراتهم حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة ، خاصة أن المشاغبين كانوا كلهم صبية لا علاقة لهم بالحدث ، ولابد أن لهم محرك آخر .
كذلك ندين تعامل الشرطة القاسي مع بعض المتظاهرين ـ مما لاحظناـ و هو أمر لا يتناسب مع حجم الحدث و كان يجب التأهب و اليقظة بدل التدخل المتأخر و صب جام الغضب على أناس سلميين ملئت بهم السجون و وجهت لهم تهم غير دقيقة سيروح ضحيتها أبرياء، كما حدث في الماضي .
و نهيب بالرأي العام الوطني ، من مثقفين و صناع القرار و قادة الرأي إلى استخلاص العبر مما حدث يوم أمس، لأن عفوية التحرك و خطورته تعبر عن وجود أسباب غير مباشرة للحدث . يمكن البحث عن تلك الأسباب في استمرار الغبن و تردي التعليم و ضعف خدمات الدولة و انعدام الشعور بالمواطنة عند الشباب خصوصا. و هذا أمر خطير جدا إذا لم يؤخذ بعين الاعتبار فقد يكون السكون الآن مجرد استراحة محارب مادام الداء لم يعالج.
و في الختام ندعو السلطات الأمنية إلى الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين و السعي في اتجاه التهدئة و اجتثاث الأسباب البعيدة بدل استخدام المهدئات ، وأن يكون ذلك بالبحث عن حلول تنصف أصحاب السيارات و تبعد شبح الفوضى و العنف من خلال إنشاء صندوق لدعم الناقلين الصغار و تمكينهم من الحصول على سيارات بأسعار ميسرة تكفل لهم عيشا كريما و للدولة إتاوات منصفة .
انواكشوط في 3 مايو 2017
لجنة حقوق الإنسان