وكالة البلد للأنباء أخبار موريتانيا بكل حيادية
مقالات مشابهة
الجهوية والقبلية سرطان ينخر جسم المجتمع بكل شرائحه وهو المنهك اصلا بفعل عاديات الزمن والسطوة العسكرية على السلطة ونظام الحزب الواحد منذ الاستقلال وحتي اليوم والفساد المنتشر بشكل واسع والعمل على تفكيك النسيج الاجتماعي من خلال خلق تنظيمات معينة وأخري مضادة لها تحركها من الخلف أيادي السلطة ومخابراتها تعمل على انسحاب هذا من تنظيم معين وانضمام آخر لتنظيم آخر بالتالي تخلق صراع داخلي في هذه التنظيمات من ثم يخرج الي المجتمع في شكل صراع شرائحي وجهوي وقبلي كل هذا طبعا من أجل مواصلة السطوة والسيطرة على مقاليد السلطة ومن خلاله على ثروة البلد والعبث بها حسب أجندات خاصة ويبقي الشعب المسكين المغلوب على أمره يدور في حلقة مفرغة، ما من بلد في هذا الكوكب إلا ولديه مشاكله الخاصة لاكن عندما تكون هناك إرادة جادة وصادقة من قادة البلد ومن أصحاب الرأي المستنير فيه ومن الحكماء والعقلاء اللذين يحكمون ضمائرهم ومن كافة المكونات الشرائحية المكونة للمجتمع يمكن أن نتجاوز كل الصعوبات والعقبات التي تحول دون انتقالنا الى مرحلة جديدة، مرحلة عنوانها الوحدة الوطنية الحقيقية وليست الشعارات التي تكتب على اللافتات او كلمات تستهلك وقت الحاجة مرحلة عنوانها التنمية كرهان وكتحدي وهدف نبذل الغالي والنفيس من اجل تحقيقه ولن يتاتي لنا ذالك إلا من خلال منظومة تعليمية حقيقية ومتكاملة تبدأ بإعادة الاعتبار للمدرسة العمومية التي كنا ندرس فيها جنبا الى جنب دون وجود للفوارق التي انتجتها المنظومة الحديثة والتي ساهمت في انتشار واسع للهوة بين مكونات المجتمع وخلقت فوارق كبيرة بين نفس الجيل جعلت تعليمنا يتخبط في العديد من المشاكل والصعوبات الحقيقية التي تقف حجر عثرة في طريق انتشاله من الواقع المر والمؤسف، في الحقيقة دون أن ننسي إعاد الاعتبار ووضع الثقة في المدرس كأحد الأركان الاساسية للعملية فبالتعليم الحقيقي يمكن أن نتغلب على المشاكل الاجتماعية وفي القطاعات الاخري كالعدالة والصحة والاقتصاد والسياسة والتي تشكل عائق في وجه التنمية.
عبد السلام محمد
